الأربعاء، 9 مايو 2012

ماري كوري

ماري كوري

 

 

 


ماري سكوودوفسكا كوري (بالبولندية: Marie Skłodowska–Curie) (7 نوفمبر


 1867 – 4 يوليو 1934) عالمة فيزياء وكيمياء بولندية المولد، اكتسبت الجنسية الفرنسية فيما بعد. تعد من رواد فيزياء الإشعاع وأول من حصل على جائزة نوبل مرتين[1] (مرة في الفيزياء وأخرى في الكيمياء)، وهي أول امرأة تتبوأ منصب الأستاذية في جامعة باريس. اكتشفت مع زوجها بيير كوري عنصري البولونيوم والراديوم وليحصلا مشاركةً على جائزة نوبل في الفيزياء، كما حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911 بمفردها، وهي تعد أول امرأة تحصل على جائزة نوبل، والمرأة الوحيدة التي حصلت على الجائزة في مجالين مختلفين. وقد اقتسمت ابنتها إيرين جوليو-كوري وزوج ابنتها فردريك جوليو-كوري أيضًا جائزة نوبل لعام 1935.

ولدت ماري كوري باسم ماريا سكوودوفسكا في مدينة وارسو (التي كانت آنذاك تابعة لمنطقة فستولا، وهو الاسم الذي كان يطلق على بولندا تحت حكم الإمبراطورية الروسية) وعاشت فيها حتى بلغت الرابعة والعشرين. وفي سنة 1891، لحقت بأختها الكبرى برونسوافا (بالبولندية Bronisława) التي سافرت إلى باريس للدراسة.

من إنجازاتها وضع نظرية للنشاط الإشعاعي (وإليها ينسب مصطلح "نشاط إشعاعي")[2]. كما ابتكرت تقنيات لفصل النظائر المشعة، واكتشفت عنصرين كيميائيين هما البولونيوم والراديوم، وتحت إشرافها أجريت أول دراسات لمعالجة الأورام باستخدام النظائر المشعة. كما أسست معهدي كوري في باريس وفي وراسو.

ورغم ولائها المعروف للدولة الفرنسية، إلا أنها لم تنس مطلقًا وطنها الأصلي بولندا (بولونيا)، وقد ظهر ذلك في إطلاقها اسم بولونيوم على العنصر الكيميائي المشع الذي اكتشفته سنة 1898[3]، وخلال الحرب العالمية الأولى أصبحت عضوًا في منظمة بولندا الحرة.[4] كما أسست معهد مخصص للعلاج بالراديوم في مدينة وارسو سنة 1932 (يسمى حاليًا معهد ماريا سكوودوفسكا كوري للأورام)، والذي ترأسته شقيقتها الطبيبة برونسوافا.



المولد والنشأة :




المنزل الذي ولدت فيه ماريا سكوودوفسكي كوري في أوليكا فريتا بمدينة وارسو،


 والذي أصبح "متحف ماري سكوودوفسكا كوري".ولدت ماريا سكوودوفسكا في وارسو ببولندا في 7 نوفمبر 1867، وكانت ماريا الإبنة الصغرى من بين خمسة أطفال لاثنين من المعلمين. كان جدها لأبيها جوزيف سكوودوفسكي معلمًا في لوبلين، وكان من تلامذته الأديب البولندي بوليسلاف بروس،[5] والدها فلاديسلاف سكوودوفسكي (الذي كان معلمًا للرياضيات والفيزياء) ومدير لصالتي ألعاب رياضية للفتيان في وارسو، أما والدتها برونيسلافا سكوودوفسكي فكانت تدير مدرسة داخلية للفتيات في وارسو وكانت تعاني من الدرن، الذي أودى بحياتها عندما كانت ماريا في الثانية عشرة من عمرها. كان والدها لا دينيًا، بينما كانت والدتها ـ على النقيض ـ كاثوليكية متدينة.[6] وبعد عامين من وفاة والدتها، لحقت شقيقتها الكبرى تسوفيا بوالدتها متأثرة بمرض التيفوس. ووفقًا لروبرت وليم ريد، فقد نبذت ماريا الكاثوليكية تحت صدمة وفاة والدتها وأختها، وتحولت إلى اللاأدرية[7].


0التحقت ماريا وهي في العاشرة من عمرها بالمدرسة الداخلية التي كانت تديرها والدتها، ثم التحقت بمدرسة أخرى للبنات تخرجت فيها في 12 يونيو 1883، ثم قضت عامًا في الريف مع أقارب والدها، وبعدها انتقلت إلى وارسو لتعمل بالتدريس الخاص. كانت عائلتا والدها ووالدتها قد فقدتا ممتلكاتهما وثرواتهما نتيجة انخراطهما في العمل الوطني، مما جعل ماريا وإخوتها يعانون ماديًا لمواصلة طريقهم في الحياة.[8].

أبرمت ماريا مع شقيقتها برونيسلافا اتفاقًا بمقتضاه تسافر برونيسلافا لدراسة الطب في باريس على أن تنفق عليها ماريا، ثم تتبادل الأختان المواقع بعد عامين.[9] فعملت ماريا مربية لدى أسرة أحد المحامين في كراكوفيا، ثم لدى أسرة تسورافسكي (وهي عائلة ميسورة تمت بصلة قرابة إلى أبيها) في مدينة تشيخانوف، وهناك وقعت في حب أحد شباب تلك الأسرة وهو كازيمير تسورافسكي (الذي صار فيما بعد من كبار علماء الرياضيات)، غير أن أسرته رفضت زواجه من تلك الفتاة المعدمة. ولم يكن للفتى كازيمير القدرة على الاعتراض، ونتيجة لذلك استغنت الأسرة عن خدمات ماريا[10]، فاتجهت للعمل لدى أسرة فوكس في مدينة سوبوت الواقعة على بحر البلطيق في شمال بولندا، حيث قضت عامًا ولم تتخل طوال تلك الفترة عن إعانة شقيقتها ماديًا.


.وفي مطلع عام 1890، وبعد شهور قليلة من زواج برونيسلافا من كازيمير ديوسكي، وجهت برونيسلافا الدعوة لأختها ماريا للحاق بهما في باريس، غير أن ماريا أحجمت عن ذلك لعدم قدرتها على توفير نفقات الدراسة بالجامعة، ولرغبتها في الزواج من كازيمير تسورافسكي. فعادت إلى والدها في وارسو، حيث ظلت معه حتى خريف 1891، وبدأت في التدريس الخصوصي والتحقت بالدراسة في جامعة سرية كانت تسمى آنذاك بالجامعة العائمة، وبدأت في التدرب في مختبر متحف الصناعة والزراعة قرب مدينة وارسو القديمة، وهو المعمل الذي كان يديره قريبها جوزيف بوغوسكي، الذي سبق له العمل مساعدًا للكيميائي الروسي ديميتري مندلييف في سانت بطرسبرغ[11].

وفي أكتوبر 1891، رضخت ماريا لإصرار أختها وقررت السفر إلى فرنسا، وخاصة بعد أن وصلها خطاب من تسورافسكي أنهى كل آمالها في الارتباط به[6]. وفي باريس، أقامت ماريا لفترة قصيرة مع أختها وزوج أختها قبل أن تقوم باستئجار حجرة بسيطة على سطح أحد المنازل[12]، وانهمكت ماريا في دراستها للفيزياء والكيمياء والرياضيات بجامعة السوربون في باريس.

في جامعة السوربون :بيير كوري سنة 1906كانت ماريا تواصل دراستها نهارًا وتقوم بإعطاء الدروس لتغطية نفقاتها ـ التي كانت تكفي احتياجاتها بصعوبة ـ مساءً. وفي سنة 1893، حصلت على درجة علمية في الفيزياء، والتحقت بالعمل بأحد المختبرات الصناعية، وواصلت دراستها في السوربون في نفس الوقت حتى حصلت على درجة علمية في الرياضيات سنة 1894، وهو نفس العام الذي دخل فيه بيار كوري حياتها، إذ كان يعمل بالتدريس في مدرسة الفيزياء والكيمياء التابعة للمدرسة العليا للفيزياء والكيمياء الصناعية بمدينة باريس (بالفرنسية: École Supérieure de Physique et de Chimie Industrielles de la Ville de Paris - ESPCI)، وكانت ماريا قد بدأت عملها العلمي في باريس بأبحاث حول الخواص المغناطيسية لأنواع الفولاذ المختلفة، وكان الاهتمام المشترك لماريا وبيار بالمغناطيسية هو ما جمعهما سويًا[13].

زاد سفر ماريا لقضاء الصيف في وارسو من العواطف المتبادلة بينهما. وكانت ماريا تعمل تحت دافع رغبتها في العودة إلى بولندا لتمارس فيها أبحاثها في مجالها العلمي، غير أن جامعة كراكوفيا رفضت إلحاقها بالعمل لديها لمجرد كونها امرأة[14]، مما دفعها إلى العودة إلى باريس، وبعد عام تقريبًا (سنة 1895) تزوجت بيار كوري، مما جعلهما مرتبطين ارتباطًا دائمًا بالعمل في نفس المختبر، وقد تشاركا هوايتي ركوب الدراجات لمسافات طويلة والسفر إلى الخارج، وهو ما زاد من تقاربهما[14].

اكتشاف عناصر جديدة :بيار وماري كوري في معملهمافي سنة 1896 اكتشف هنري بيكريل أن أملاح اليورانيوم تنبعث منها إشعاعات تشبه الأشعة السينية في قدرتها على اختراق الأجسام، واكتشف أن هذا الإشعاع يختلف عن الإشعاع الفسفوري في أنه ينتج تلقائياً من اليورانيوم ذاته ولا يستمد طاقته من أي مصدر خارجي.

قررت ماري كوري أن تتخذ من إشعاعات اليورانيوم موضوعاً لرسالتها البحثية، فقامت باستخدام جهاز يسمى الإلكترومتر (كان زوجها وأخوه قد ابتكراه قبل 15 سنة لقياس الشحنة الكهربية) واكتشفت أن إشعاعات اليورانيوم تجعل الهواء المحيط بالعينة قابلاً لتوصيل الكهرباء، وعن طريق هذا الجهاز استنبطت أول نتائج بحثها، وهي أن نشاط مركبات اليورانيوم يعتمد فقط على كمية اليورانيوم الموجودة بها، وقد أثبتت أن الإشعاع لا ينتج عن تفاعل ما يحدث بين الجزيئات، بل يأتي من الذرة نفسها.

تركزت أبحاث مدام كوري على اثنين من خامات اليورانيوم هما البتشبلند التوربرنايت، واكتشفت ـ باستخدام جهاز الإلكتروميتر أن خام البتشبلند أكثر نشاطاً من اليورانيوم ذاته بأربعة أضعاف، فتوصلت من ذلك إلى اسنتاج مبني على ملاحظتها السابقة (حول اعتماد نشاط مركبات اليورانيوم على كمية اليورانيوم الموجودة بها) أنهذه الخامات قد تكون محتوية على كميات قليلة من مواد مشعة أخرى تفوق اليورانيوم في النشاط الإشعاعي[15].

وأثناء دراستها لمركبات مشعة أخرى بخلاف أملاح اليورانيوم اكتشفت كوري أن عنصر الثوريوم أيضاً هو عنصر مشع.

كانت ماري كوري تدرك أهمية المسارعة بنشر اكتشافاتها لتسجيل سبقها العلمي. إذ لو لم يكن بيكريل قد سارع بتقديم اكتشافه للنشاط الإشعاعي إلى الأكاديمية الفرنسية للعلوم بمجرد توصله إليه لربما كان فضل السبق في اكتشاف نشاط النشاط الإشعاعي سيذهب إلى الفيزيائي الإنجليزي سيلفانوس طومسون (1851 ـ 1916) بدلاً منه. ولذلك اقتدت كوري ببكريل وسجلت اكتشافها ـ في صورة ورقة علمية مختصرة قدمها إلى الأكاديمية بالنيابة عنها أستاذها السابق غبريال ليبمان في 12 أبريل 1898[16].

الحصول على جائزتي نوبل :شهادة جائزة نوبل التي منحت لماري كوريفي سنة 1903 منحت الأكاديمية السويدية للعلوم كلاً من بيار كوري وماري كوري وهنري بيكريل جائزة نوبل في الفيزياء "اعترافاً بالفضل الكبير لأبحاثهم المشتركة في دراسة ظاهرة الإشعاع التي اكتشفها البروفيسور بيكريل".

ولم تتمكن مدام كوري وزوجها من السفر إلى ستوكهولم لتسلم الجائزة بشكل شخصي، ولكنهما اقتسما ريعها مع من يعرفون من المحتاجين، ومنهم بعض طلبتهم[14].

وقد أدى فوز بيار وماري بجائزة نوبل إلى ارتفاع شهرتهما في الأوساط العلمية، وعرضت جامعة السوربون على بيار كوري منصب الأستاذية وصرحت له بتأسيس معمل خاص به في الجامعة، وهو المعمل الذي تولت فيه ماري كوري منصب مدير الأبحاث.

كانت ماري كوري بذلك هي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل، وقد كررت كوري ذلك بعد 8 سنوات، إذ حصلت منفردة على جائزة نوبل في الكيمياء سنة 1911 "اعترافاً بفضلها على تقدم الكيمياء باكتشافها عنصري الراديوم البولونيوم، وفصلها لمعدن الراديوم، ودراستها لطبيعة ومركبات هذا العنصر الهام".

وبعد شهر من نيلها لجازة نوبل الثانية أدخلت كوري إلى المستشفى مصابة باكتئاب ومرض كلوي.

كانت ماري كوري هي أول من فاز بجائزة نوبل مرتين، وواحدة من اثنين فقط فازا بجائزة نوبل في مجالين مختلفين (الثاني هو لينوس باولنغ، الذي نالها في مجالي الكيمياء والسلام). ورغم كل هذه الإنجازات فقد تعرضت كوري للتمييز من جانب الأكاديمية الفرنسية للعلوم لمجرد كونها امرأة، حيث فشلت مرتين في الحصول على عضوية الأكاديمية وانتخب بدلاً منها إدوار برانلي (بالفرنسية: Édouard Branly)، وهو مخترع ساعد ماركوني في اختراع الإبراق اللاسلكي[17]. ولمدة أكثر من نصف قرن لم تنجح أي امرأة في الحصول على عضوية الأكاديمية حتى انتخبت الفيزيائية مارغريت بيري (بالفرنسية: Marguerite Perey) ـ إحدى تلميذات مدام كوري ـ لعضوية الأكاديمية سنة 1962.

بناتها ماري وبيير وابنتهما إيرينفي عامي 1897 و1904 على التوالي، وضعت كوري ابنتيها إيرين وإيف، وقد استأجرت كوري لابنتيها فيما بعد معلمة بولندية لتعليمهما اللغة البولندية، كما اعتادت على إرسالهما لزيارة بولندا، وكانت تصطحبهما أحياناً في تلك الزيارات[18].

وقد اقتفت ابنتها آيرين جوليو كوري خطى والدتها ونالت وزوجها فريدريك جوليو في عام 1935 جائزة نوبل في الكيمياء بعد قيامهما بتحضير أول نظير مشع من صنع الإنسان.

مصرع بيير كوريفي 19 أبريل 1906 لقي بيير حتفه أثناء عبوره شارع دوفين (بالفرنسية: Rue Dauphine) تحت المطر الغزير، إذ صدمته عربة تجرها الخيول وسقط تحت عجلاتها ليلقى مصيره المحتوم متأثراً بكسر في جمجمته. وقد قيل إن سبب الحادث هو الوهن الذي أصابه نتيجة لطول تعرضه للإشعاع، غير أن ذلك لم يثبت بشكل قطعي.

وقد اكتأبت ماري بشدة لمصرع زوجها، وأصبحت ـ على حد تعبيرها ـ "شخصاً يعاني من الوحدة بشكل بائس ولا شفاء منه". وفي 13 مايو 1906 قرر قسم الفيزياء بجامعة السوربون الاحتفاظ بالكرسي الذي أنشئ خصيصاً لبيار كوري ومنح لماري كوري إلى جانب إعطائها كامل الصلاحيات لإدارة وتشغيل المختبر، لتصبح أول امرأة تشغل درجة أستاذ (بروفيسور) في جامعة السوربون وتواصل عملها الدءوب الذي عرفت به بلا كلل.

تزايد تقدير العالم لإنجازاتها العلمية، وفي عام 1911 منحتها الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم جائزة نوبل للمرة الثانية (في الكيمياء هذه المرة)، وزارها وفد من مشاهير البولنديين (برئاسة الروائي المعروف هنريك سينكيفيتش، الفائز بجائزة نوبل في الأدب هو الآخر) لحثها على العودة إلى بولندا ومواصلة أبحاثها في وطنها الأم[14].

وفي سنة 1911 كُشف النقاب عن علاقة جمعت بين ماري كوري وبول لانجفان، أحد تلاميذ زوجها السابقين[19]، وكان متزوجاً فانفصل عن زوجته. وقد استغل خصومها العلميون الفضيحة الصحفية التي تلت اكتشاف هذه العلاقة ضد مدام كوري. ورغم شهرتها كعالمة تعمل في فرنسا، إلا أن الرأي العام انقلب عليها في مشهد تجسد فيه كره الأجانب ـ الذي سبق أن أشعل قبل سنوات قليلة قضية دريفوس المعروفة ـ كما أثار شائعة بكونها يهودية. وكانت ماري تكبر لانجفان بخمس سنوات، وقد صورتها صحف الإثارة آنذاك في صورة "محطمة البيوت"[20]. ومن تدبيرات القدر أن أن "هيلين جوليو" ـ حفيدة مدام كوري ـ تزوجت بعد سنوات طويلة من هذه الأحداث من "ميشيل لانجفان" حفيد بول لانجفان.

وقد مكنت جائزة نوبل الثانية التي نالتها سنة 1911 مدام كوري من مخاطبة الحكومة الفرنسية لتمويل إنشاء معهد خاص للراديوم (معهد الراديوم (بالفرنسية: Institut du radium)، الذي يسمى حالياً "معهد كوري")، والذي أنشئ بالفعل سنة 1914 وأجريت فيه أبحاث كيميائية وفيزيائية وطبية، وقد صار المعهد فيما بعد بوتقة لتخريج الفائزين بجائزة نوبل، إذ خرج منه 4 من الفائزين بجائزة نوبل، منهم ابنتها إيرين جوليو ـ كوري وزوجها فريدريك جوليو ـ كوري

وفاتها:


في ربيع سنة 1934 زارت مدام كوري وطنها الأم بولندا للمرة الأخيرة في حياتها[14]؛ إذ توفيت بعد شهرين من تلك الزيارة (في 4 يوليو 1934) في مصحة سانسيلموز في باسي بإقليم سافوا العليا شرق فرنسا؛ حيث كانت تعالج من أنيميا لانموية نجمت عن تعرضها الزائد عن الحد للعناصر المشعة في زمن لم تكن الآثار الضارة للإشعاع المؤين قد عرفت بعد، وبالتالي لم يكن العلماء الذين يتعاملون مع تلك العناصر على دراية باحتياطات السلامة اللزمة، فلطالما حملت مدام كوري أنابيب اختبار تحوي نظائر مشعة في جيبها، ولطالما وضعتها في درج مكتبها دون أن تدرك أخطارها الجسيمة.

دفنت مدام كوري إلى جوار زوجها بيير في مقبرة في سو (بالفرنسية: Sceaux)، وفي سنة 1995، نقل رفاتهما إلى البانتيون (مقبرة العظماء) في باريس تكريماً لإنجازاتهما العلمية، وكانت ماري كوري أول امرأة يتم تكريمها بهذه الطريقة، بل والوحيدة حتى ذلك التاريخ. وقد حُفظ معملها في متحف سمي بمتحف كوري.

ونظراً لتأثر أوراقها التي ترجع إلى تسعينيات القرن التاسع عشر بالإشعاع، فقد اعتبرت مواد شديدة الخطورة، وحتى كتاب الطهي الخاص بها كان مشعاً بدرجة كبيرة لدرجة أنه محفوظ مع تلك الأوراق في صناديق مبطنة بالرصاص، وتستدعي مطالعة هذه الأوراق ارتداء ملابس خاصة واقية من الإشعاع[21].



الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

روزا باركس ((صاحبة أشهر كلمة "لا "))في تاريخ أمريكا

 صاحبة أشهر ( لا ) في تاريخ أمريكا.
في 24 أكتوبر من عام 2005 احتشد الآلاف من المشيعين للمشاركة في جنازة روزا باركس رائدة الحقوق المدنية الأمريكية والتي توفيت عن عمر يناهز 92 عاما , يومها حضره التشيع رؤساء دول ونكس فيه العلم الأمريكي و بكى فيه الآلاف وتم تكريمها بأن رقد جثمانها بأحد مباني الكونكرس الأمريكي وهو إجراء تكريمي لا يحظى به سوى الرؤساء والوجوه الأمريكية البارزة ,حيث لم يحظ بهذا التكريم سوى 30 شخصا منذ عام 1852،


في أحد أمسيات شهر ديسمبر عام 1955 الباردة جمعت (روزا باركس) ذات البشرة السمراء

والتي تعمل خياطة حاجياتها وتجهزت للعودة إلى بيتها بعد يوم من العمل الشاق المضني ،

مشت روزا في الشارع تحتضن حقيبتها مستمدة منها بعض الدفء اللذيذ .

التفتت يمنة ويسرة ثم عبرت الطريق ووقفت تنتظر الحافلة كي تقلها إلى وجهتها ،

وأثناء وقوفها الذي استمر لدقائق عشر كانت (روزا) تشاهد في ألم منظر مألوف
في أمريكا آنذاك ، وهو قيام الرجل الأسود من كرسيه ليجلس مكانه رجل أبيض !
.


لم يكن هذا السلوك وقتها نابعا من روح أخوية ، أو لمسة حضارية ،

بل لأن القانون الأمريكي آنذاك كان يمنع منعا باتا جلوس الرجل الأسود وسيده الأبيض واقف .


حتى وإن كانت الجالسة امرأة سوداء عجوز وكان الواقف شاب أبيض في عنفوان شبابه ،

فتلك مخالفة تُغرم عليها المرأة العجوز !! .

وكان مشهورا وقتها أن تجد لوحة معلقة على باب أحد المحال التجارية أو المطاعم مكتوب عليها


( ممنوع دخول القطط والكلاب والرجل الأسود) !!! .

كل تلك الممارسات العنصرية كانت تصيب (روزا) بحالة من الحزن والألم .. والغضب .

فإلى متى يعاملوا على أنهم هم الدون والأقل مكانة ...

لماذا يُحقرون ويُزدرون ويكونوا دائما في آخر الصفوف ، ويصنفوا سواء بسواء مع الحيوانات .

وعندما وقفت الحافلة استقلتها (روزا) وقد أبرمت في صدرها أمرا .


قلبت بصرها يمنة ويسرة فما أن وجدت مقعدا خاليا إلا وارتمت عليه وقد ضمت حقيبتها إلى صدرها


وجلست تراقب الطريق الذي تأكله الحافلة في هدوء .

إلى أن جاءت المحطة التالية ، وصعد الركاب وإذ بالحافلة ممتلئة ،

وبهدوء اتجه رجل ابيض إلى حيث تجلس (روزا) منتظرا أن تفسح له المجال ، لكنها ويا للعجب !!

نظرت له في لامبالاة وعادت لتطالع الطريق مرة أخرى !!!.

ثارت ثائرة الرجل الأبيض ،


واخذ الركاب البيض في سب (روزا) والتوعد لها إن لم تقم من فورها وتجلس الرجل الأبيض الواقف .


لكنها أبت وأصرت على موقفها ،

فما كان من سائق الحافلة أمام هذا الخرق الواضح للقانون إلا أن يتجه مباشرة إلى الشرطة

كي تحقق مع تلك المرأة السوداء التي أزعجت السادة البيض !!! .


وبالفعل تم التحقيق معها وتغريمها 15 دولار ، نظير تعديها على حقوق الغير !! .


وهنا انطلقت الشرارة في سماء أمريكا ، ثارت ثائرة السود بجميع الولايات ،
وقرروا مقاطعة وسائل المواصلات ، والمطالبة بحقوقهم كبشر لهم حق الحياة
والمعاملة الكريمة .

استمرت حالة الغليان مدة كبيرة ، امتدت لـ 381 يوما ، وأصابت أمريكا بصداع مزمن .

وفي النهاية خرجت المحكمة بحكمها الذي نصر روزا باركس في محنتها. وتم إلغاء ذلك العرف الجائر وكثير من الأعراف والقوانين العنصرية .


وفي 27 أكتوبر من عام 2001، بعد مرور 46 سنة على هذا الحادث ،

تم إحياء ذكرى الحادثة في التاريخ الأمريكي، حيث أعلن السيد ستيف هامب،

مدير متحف هنري فورد في مدينة ديربورن في ميتشيغن عن شراء الحافلة القديمة المهترئة

من موديل الأربعينات التي وقعت فيها حادثة السيدة روزا باركس

التي قدحت الزناد الذي دفع حركة الحقوق المدنية في أمريكا للاستيقاظ، بحيث تعدَّل وضع السود.



وقد تم شراء الحافلة بمبلغ 492 ألف دولار أمريكي.

و بعد أن بلغت روزا باركس الثمانين من العمر،
تذكر في كتاب صدر لها لاحقاً بعنوان القوة الهادئة عام 1994 بعضا مما اعتمل في مشاعرها آنذاك
فتقول : «في ذلك اليوم تذكرت أجدادي وآبائي، والتجأت إلى الله ، فأعطاني القوة التي يمنحها للمستضعفين.»



و في 24 أكتوبر عام 2005 احتشد الآلاف من المشيعين

الذين تجمعوا للمشاركة في جنازة روزا باركس رائدة الحقوق المدنية الأمريكية التي توفيت عن عمر يناهز 92 عاما.

يوم بكى فيه الآلاف وحضره رؤساء دول ونكس فيه علم أمريكا، وتم تكريمها بأن رقد جثمانها

بأحد مباني الكونجرس منذ وفاتها حتى دفنها وهو إجراء تكريمي لا يحظى به سوى الرؤساء والوجوه البارزة.

ولم يحظ بهذا الإجراء سوى 30 شخصا منذ عام 1852، ولم يكن منهم امرأة واحدة.

ماتت وعلى صدرها أعلى الأوسمة ، فقد حصلت على الوسام الرئاسي للحرية عام
1996، والوسام الذهبي للكونجرس عام 1999، وهو أعلى تكريم مدني في البلاد .

وفوق هذا وسام الحرية الذي أهدته لكل بني جنسها عبر كلمة ( لا ) ..
أشهر ( لا ) في تاريخ أمريكا ..

كل حدث تاريخي جلل .. وكل موقف كبير مشرف ،
كان وراءه شخصية مبادرة تؤمن بقدرتها على قهر ما اصطلح الناس على تسميته بـ ( المستحيل ) ! .


روزا لويس باركس - (عاشت بين 4 فبراير 1913- 24 أكتوبر 2005)

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

راشيل كوري

راشيل كوري (بالإنجليزية:Rachel Corrie كوري فتاة أمريكية يهودية -، عاشت بين 10 أبريل 1979 - 16 مارس 2003 م) عضوة في حركة التضامن العالمية (ISM) وسافرت لقطاع غزه بفلسطين المحتله أثناء الانتفاضة الثانيه حيث قتلت بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية كانت تقوم بهدم مباني مدنية لفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزّة.
ملابسات حادثة وفاة راشيل ليست موضع جدل،

 حيث أكد شهود عيان للواقعة(صحافيين أجانب كانوا يغطون عملية هدم منازل المواطنين الفلسطينيين التعسفية) بأن سائق الجرافة الإسرائيلية تعمد دهس راشيل والمرور على جسدها بالجرافة مرتين أثناء محاولتها لإيقافه قبل أن يقوم بهدم منزل لمدنيين. في حين يدعي الجيش الإسرائيلي أن سائق الجرافة لم يستطع رؤية ريتشيل.

الواقع الحقيقي هو ما كانت تريد ملامسته الناشطة الاجتماعية الأميركية الجنسية راشيل كوري، لتنقله عبرها إلى العالم، فكانت هي ضحية الواقع!.
اعتقد أن أي عمل اكاديمي أو اي قراءة أو اي مشاركة بمؤتمرات أو مشاهدة افلام وثائقية أو سماع قصص وروايات، لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك، وحتى بعد ذلك تفكر طوال الوقت بما إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي.
هذا بعض ما كتبته راشيل في رسالتها الأخيرة لأهلها في الولايات المتحدة الأميركية. كأنها كانت تريد شيئاً أكثر من وجودها ونشاطها مع <<هيئة التضامن من أجل الشعوب>> داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. كأنها كانت تعتقد أن استشهادها سيؤكد للعالم معنى المأساة التي يعيشها الفلسطينيون ومعنى التعذيب اليومي الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلية عليهم.

أسطول الحرية ومركب ريتشيل كوري

كانت إحدى مراكب أسطول الحرية التي كانت تستهدف ماوصفه بكسر الحصار على قطاع غزة من قبل إسرائيل ولكن سبب تأخرها عنهم يعود لأسباب فنية أدي لمزيد من الشهرة لهذه المركب والتي سميت بأسم ريتشيل كوري خاصتاً بعد هجمات القوات البحرية الأسرائيلية على الأسطول والذى أدى إلى مقتل 19 شخصا يقال بأنهم ناشط حقوقى .
المركب الأيرلندية متجهه الآن إلى قطاع غزة وتكتسب المزيد من الأهتمام الأعلامي عن باقي الأسطول ودعم من حكومة أيرلندا خوفاً على مواطينيها على متن المركب
داليا وصفي : ناشطة عراقية أميركية تحدت علنا الحرب على العراق وغيرها من النشاط العسكري لالولايات المتحدة.
ولدت في نيويورك في عام 1971 للأم يهودية الأمريكية، وأب مسلم عراقي ، أمضت وصفي طفولتها المبكرة في العراق، التي كانت آنذاك تحت حكم صدام حسين. في عام 1977، عادت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة. تخرجت من كلية سوارثمور في عام 1993 على درجة البكالوريوس في علم الأحياء، ومن جامعة بنسلفانيا في كلية الطب في عام 1997

النشاط

وكان وصفي مؤخرا في العراق في زيارة تستغرق ثلاثة أشهر. وكانت قد عادت إلى الولايات المتحدة في آذار / مارس 2006 وبناء على تجربتها، لقد تحدثت إلى إنهاء الاحتلال. في عام 2006، وتحدثت في منتدى في الكونغرس بشأن العراق. "أنا أتحدث إليكم اليوم نيابة عن أقارب أمي— اشكنازي اليهود الذين فروا من وطنهم على يد هتلر. إذ يتعين عليهم أن يقولوا 'مرة أخرى أبدا.' أنا أتحدث إليكم اليوم نيابة عن أقارب والدي، الذين يعيشون في ظل الاحتلال في العراق من انعدام الأمن وانعدام اللوازم الأساسية لعدم وجود كهرباء، لعدم وجود المياه الصالحة للشرب، لعدم وجود فرص عمل، لعدم وجود أعادة إعمار، لعدم وجود الحياة، والحرية، والسعي لتحقيق السعادة، فالعراق الآن أسوأ حالا بكثير مما كان عليه قبل الغزو. لسنا أبدا كما كنا. "
ودعت وصفي لانهاء الاحتلال للعراق، فضلا عن سحب القوات من دول مثل هايتي وأفغانستان
هاريت توبمان (1820 أو 1821 - مارس 1913) ناشطة في مجال إلغاء الرق وحقوق الإنسان وجاسوسة لصالح الإتحاد خلال الحرب الأمريكية الأهلية
ملف:Harriet Tubman by Squyer, NPG, c1885.jpg

قامت هاريت توبمان بعد أن هربت من العبودية التي ولدت فيها بثلاثة عشر مهمة لإنقاذ أكثر من 70 شخصاً من العبودية، وذلك بمساعدة شبكة من الناشطين في إلغاء الرق، وباستخدام بيوت آمنه وطرق سرية كانت تعرف بنفق سكة الحديد. وناضلت توبمان في فترة ما بعد الحرب من أجل حق المرأة في التصويت.
تعرضت توبمان في صغرها للضرب على يد الكثير من أسيادها في مقاطعة دورشيستر، ماريلاند. وتعرضت في وقت مبكر من حياتها إلى جرح كبير في الرأس عندما ضربت بمعدن ثقيل ألقاه مراقب غاضب في اتجاهها قاصداً أن يضرب به عبد آخر. تسببت الاصابة لتوبمان بصداع ونوبات وتخيلات ورأى، ونوبات من فرط النوم التي لازمتها طوال حياتها. كانت تصف الرؤى والأحلام كمسيحية متدينة بأنها إلهام من الخالق.
هربت توبمان في عام 1849 إلى فيلادلفيا، لكنها سرعان ما عادت إلى ماريلاند لإنقاذ عائلتها. أخرجت عائلتها من الولاية ببطء على مجموعات، وقادت العشرات من العبيد إلى الحرية. كانت توبان أو موسى كما كانت تدعى تسافر ليلاً وبتكتم وسرية ولم تفقد أياً من المسافرين معها كما وضحت يوماً في اجتماع لمنح المرأة حق التصويت.
عملت توبمان خلال الحرب الأهلية الأمريكية لصالح جيش الاتحاد، في البداية كطاهية وممرضة ثم مسلحة وجاسوسة. وكانت أول امرأة تقود حملة مسلحة في الحرب. وقادت حملة حُرر فيها 700 من العبيد. بقيت بعد الحرب في منزل العائلة في أوبورن نيويورك حيث كانت تعتني بوالديها المسنين. وكانت ناشطة في حركة حق المرأة في التصويت حتى أنهكها المرض ودخلت في بيت للمسنين الأمريكين من أصل أفريقي والتي ساعدت هي بفتحه في الأعوام السابقة.
مولدها وعائلتها
كانت هاريت تُدعى عند ولادتها أرامنتا روس، وكان والديها هاريت جرين وبن روس من العبيد. لم يسجل بالتحديد مكان ووقت ولادة هاريت كحال العديد من العبيد في أمريكا، واختلف المؤرخين في أدق التقديرات.
وصلت مودستي جدة توبمان لأمها إلى أمريكا على متن سفينة الرقيق من أفريقيا، ولا تتوفر معلومات عن أجدادها الآخرين. وقيل لتوبمان في طفولتها أنها تنتمي إلى سلالة أشانتي (وهي ما تعرف بغانا اليوم)على الرغم من عدم وجود أدلة لتثبت أو تنفي هذا الإدعاء. كانت والدة توبمان طباخة عند عائلة بروديس، وكان والدها بن حطاب ماهر يشتغل في تقطيع الآخشاب في المزرعة، وتزوجوا في عام 1808 تقريباً، وكان لهم 9 من الأولاد بحسب سجلات المحكمة.
ناضلت هاريت الأم للمحافظة على لم شمل العائلة بينما حاولت العبودية تشتيتها. فقد باع إدوارد بروديس ثلاثة من بناتها، وفرقهم عن العائلة إلى الأبد. وعندما قدم تاجر من جوجيا إلى بروديس من أجل شراء موسى أصغر الأبناء، قامت والدته بتخبأته لمدة شهر بمساعد العبيد الآخرين والسود الأحرار في المجتمع، حتى أنها واجهت مالكها بأمر البيع ذات مرة. وفي النهاية جاء التاجر وبروديس إلى مكان العبيد لانتزاع الطفل، فأخبرتهم الأم: "أنتم هنا من أجل ابني، لكني سأفتح رأس أول رجل يدخل إلى بيتي." تراجع المالك وتخلى عن فكرة البيع. يقول كتاب السيرة أن هذا الحدث قد ألهم هاريت توبمان إيمانها في إمكانية المقاومة.
طفولتها
كانت توبمان ترعى إخواتها الصغار في طفولتها لانشغال والدتها في البيت الكبير وقلة الوقت التي تقضيه مع العائلة، وفي سن الخامسة أو السادسة عُينت كمربية في بيت السيدة سوزان، وأُمرت بمراقبة الطفل حين ينام، وكانت تُضرب عندما يستيقظ ويبدأ بالبكاء. وذكرت توبمان عن يوم معيناً عندما جلدت خمس مرات قبل الإفطار، وحملت آثار الجلد بقية حياتها، وهددت فيما بعد لسرقة قطع من الحلوى فختبأت في حضيرة خنازير لمدة خمسة أيام، وكانت تتقاتل مع الخنازير من أجل الطعام. وعندما بتدأت تتضور جوعاً عادت إلى منزل السيدة سوزان وتلقت ضرباً شديد.

وعملت توبمات في طفولتهاأيضاً في منزل مزارع يدعى جايمس كوك حيث كان يأمرها بالنزول في المستنقعات لتفقد أفخاخ فأر المسك، وحتى بعد إصابتها بالحصبة كانت تُرسل داخل مياه تصل إلى مستوى الخصر. أُعيدت إلى البيت عندما مرضت بشدة، لكن سرعان ما أعاد مالكها توظيفها في العديد من المزارع حينمااستعادت صحتها. وعندما كبرت وزادت قوتها عُينت في أعمال مثل الحرث وقيادة الثيران والعمل في الغابات.
إصابة في الرأس
أُرسلت توبمان في يوم من الأيام في سن المراهقة إلى مخزن لشراء بعض المستلزمات، وقابلت هناك عبد مملوك من قبل عائلة أخرى كان قد ترك الحقل من دون إذن. طلب مراقبه الغاضب من توبمان مساعدته في تقييد الشاب، لكنها رفضت وهرب العبد، فرمى المراقب ما يزن 2 رطل فأصابت توبمان بدلاً من العبد الهارب، مما تسبب في كسر جمجمتها كما قالت. أعُيدت توبمان إلى بيت مالكها وهي تنزف وفاقدة الوعي وبقيت جالسه على مقعد بدون أي عناية طبية لمدة يومين. وأرسلت بعد ذلك إلى الحقول حيث قالت أن الدم والعرق كان يسيل على وجهها حتى حجب عنها الرؤية. قال رئيسها أنها لا تسوى ست بنسات وأعادها إلى مالكها مرة أخرى الذي حاول في بيعها ولم ينجح. بدأت تفقد الوعي بالرغم من أنها كانت تزعم أنها تعي ما يحدث حولها وبالرغم من أنها كانت تبدو نائمة. كانت هذه الأوقات مقلقة لأفراد عائلتها الذين لم يستطيعوا ايقاضها عندما كانت تنام فجأة بدون إنذار. ولازمت هذه الحالة توبمان طوال حياتها. يقول لارسون من أنها قد تكون عانت من صرع الفص الصدغي نتيجة للإصابة.
حدثت إصابة الرأس الشديدة هذه لتوبمان في وقت أصبحت فيه شديدة التدين. كانت تحكي لها أمها عن قصص من الكتاب المقدس في طفولتها، وكان لديها إيمان عميق بالله، ورفضت تفسيرات البيض للكتاب والتي كانت تحث العبيد على الطاعة، ووجدت الهداية في العهد القديم.
العائلة والزواج
أُعتق بن والد توبمان من العبودية في عام 1840 في عمر الخامسة والأربعين كما نصت وصية أحد المالكين السابقين، لكن عمره في الحقيقة كان آنذاك خمسة وخمسين سنة، وأكمل عمله لدى عائلة ثومبسون التي كانت تملكه كعبد.[1] تواصلت توبمان بعد عدة سنوات مع محامي من البيض ودفعت له خمسة دولارات ليحقق في وضع والدتها القانوني. اكتشف المحامي أن المالك السابق أصدر أوامر بأن هاريت يجب أن تعتق مثل زوجها في عمر الخامسة والأربعين. وبينت السجلات أن ذات الحكم يبنطبق على أبنائهم. لكن العائلات المالكة تجاهلت هذا الشرط عند ورثتهم للعبيد، وكانت معرفة هذا الأمر عسيرة على توبمان.[2]
تزوجت توبمان من رجل أسود حر يدعى جون توبمان في عام 1844 أو قريب من ذلك.[3] على الرغم من أنه لا يعرف إلا القليل عنه وعن حياتهما معاً، إلا أن زواجهما كان معقداً بسب عبوديتها. ولأن حالة الأطفال تتبع حالة الأم، فإن أي طفل يولد لجون وهاريت سيكون عبداً. هذا النوع من الزيجات بين العبيد والأحرار لم يكن غير مألوف في الساحل الشرقي لولاية ماريلاند حيث نصف السكان السود كانوا أحرار. أغلب العائلات الأمريكية من أصول أفريقية كان لديها أفراد أحرار ومستعبدين. ويعتقد لارسون أنهم ربما حاولوا أن يشتروا حرية توبمان.[4]
الهروب من العبودية
إشعار نشر في جريدة يقدم مكافأة بمقدار 300 دولار لمن يقبض على أرمانيتا (منتي) وإخوتها هاري وبن
عاد المرض إلى توبمان من جديد في عام 1849، ونتيجة لذلك قلة قيمتها كمستعبدة. حاول إدوارد بروديس أن يبيعها لكنه لم يجد أي مشتري،[5] مما أدى إلى زيادة غضبه وظلمه على عائلتها. كانت توبمان تدعي لمالكها كل ليلة وتطلب من الله أن يغير من أساليبه،[6] وكان هو يأتي بالمشترين طوال الوقت الذين كانوا يتفحصوها ويذهبون. عندما شعرت توبمان بأن صفقة بيعها على وشك الانتهاء أصبحت تدعي على مالكها وتطلب من الله أن يبعده عن طريقها.[7] توفي أدورد بعد أسبوع من ذلك وعبرت توبمان عن ندمها على مشاعرها تلك، حيث أن موت إدوارد زاد من احتمال بيعها وتشتت العائلة. بدأت إليزا أرملة إدوارد بالعمل على بيع أفراد العائلة. رفضت توبمان انتظار عائلة بروديس للتقرر مصيرها بالرغم من كل محاولات زوجها لإثنائها عن ذلك، ورأت أن لديها خيارين لا ثالث لهما:إما حريتها أو الموت.[8]
هربت توبمان وأخويها بن وهنري من العبودية في سبتمبر من عام 1849 وعملوا في مزرعة كبيرة يملكها أنتوني ثومبسون. عندما لاحظت إليزا بروديس هروبهم قامت بعمل إشعار هروب ووضعت مكافأة 100 دولار لكل عبد يُعاد.[9] قرر إخوة توبمان العودة خوفاً من المخاطر وتراجعوا عن فكرة الهروب، خصوصاً أن بن قد أصبح أب،[10] واضطرت توبمان أن تعود معهم.[11]
هربت توبمان ثانية، ولكن من دون إخوتها هذه المرة.[12] حاولت أن ترسل إلى والدتها خبر هروبها قبل مغادرتها عن طريق مستعبدة تثق بها تدعى ماري. الطريق التي سلكتها في الهروب غير معروفة، لكنها استفادت من الشبكة الواسعة المعروفة بنفق سكة الحديد، وهي نظام غير رسمي منظم يتكون من سود عبيد وأحرار وناشطين في مجال إلغاء الرق من البيض وأخرىن. سلكت توبمان طريقة معروفة لدى العبيد الفاريين على طول امتداد نهر تشوبتانك، خلال ولاية ديلاوير، إلى ولاية بنسلفانيا،[13] وقطعت رحلة ما يقارب من تسعين ميلاً سيراً على الأقدام في خمسة أيام وثلاثة أسابيع.[14]
"موسى"
بدأت توبان بالتفكير في عائلتها حالما وصلت إلى مدينة فيلاديلفيا. كانت غربية في أرض غربية، وتركت عائلتها وأصدقائها خلفها في ماريلاند. كانت حرة وأرادت أن يكونوا عائلتها كذلك.[15] عملت توبمان بوظائف مختلفة من أجل توفير المال. وأصدر في ذلك الوقت الكونجرس في الولايات المتحدة الأمريكية قانون يفرض على جميع الولايات المساعدة في القبض على العبيد الفاريين، حتى الولايات التي تحظر العبودية، وفرض القانون عقوبات شديدة على كل من يساعد العبيد على الهروب. زاد هذا القانون الخطر على العبيد الفاريين الذي اتجه كثير منهم إلى كندا.[16]
تلقت توبمان في ديسمبر من عام 1850 تحذيراً أن ابنة أخيها ستباع مع ابنيها في كامبردج، ماريلاند. خافت توبمان من تشتت عائلتها واتخذت قراراُ قليل من العبيد قد قاموا به وقررت أن تعود طوعاً إلى أرض العبودية. عادت إلى بلتيمور واستطاعت تهريب أقاربها إلى منزل آمن بمساعدة بعض المعارف، ثم نقلتهم معها إلى فيلادلفيا.[17]
في الربيع التالي اتجهت توبمان إلى ماريلاند مرة أخرى لمساعدة أفراد أخرون من عائلتها. لُقبت توبمان بموسى نسبة إلى النبي موسى الذي قاد العبريين إلى الحرية كما في الكتاب المقدس بعد أن ساعدت الكثير للهروب من العبودية.
ساعدت توبمان الكثير للهجرة شمالاً إلى كندا في رحلات محفوفة بالمخاطر بعد اصدار قانون العبيد الهاربون.
مراجع
1.                           ^ Clinton, pp. 23–24.
2.                           ^ Clinton, pp. 28–29.
3.                           ^ Larson, p. 62.
4.                           ^ Larson, p. 63.
5.                           ^ Larson, p. 72.
6.                           ^ Clinton, p. 31.
7.                           ^ Quoted in Bradford (1971), pp. 14–15.
8.                           ^ Larson, p. 73.
9.                           ^ Larson, p. 78.
10.                     ^ Larson, p. 77.
11.                     ^ Larson, pp. 78–79.
12.                     ^ Larson, p. 80.
13.                     ^ Clinton, p. 37.
14.                     ^ Clinton, p. 38.
15.                     ^ Quoted in Bradford (1971), p. 20. Emphasis in the original.
16.                     ^ Clinton, p. 60.
17.                     ^ Larson, pp. 89–90.