الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

روزا باركس ((صاحبة أشهر كلمة "لا "))في تاريخ أمريكا

 صاحبة أشهر ( لا ) في تاريخ أمريكا.
في 24 أكتوبر من عام 2005 احتشد الآلاف من المشيعين للمشاركة في جنازة روزا باركس رائدة الحقوق المدنية الأمريكية والتي توفيت عن عمر يناهز 92 عاما , يومها حضره التشيع رؤساء دول ونكس فيه العلم الأمريكي و بكى فيه الآلاف وتم تكريمها بأن رقد جثمانها بأحد مباني الكونكرس الأمريكي وهو إجراء تكريمي لا يحظى به سوى الرؤساء والوجوه الأمريكية البارزة ,حيث لم يحظ بهذا التكريم سوى 30 شخصا منذ عام 1852،


في أحد أمسيات شهر ديسمبر عام 1955 الباردة جمعت (روزا باركس) ذات البشرة السمراء

والتي تعمل خياطة حاجياتها وتجهزت للعودة إلى بيتها بعد يوم من العمل الشاق المضني ،

مشت روزا في الشارع تحتضن حقيبتها مستمدة منها بعض الدفء اللذيذ .

التفتت يمنة ويسرة ثم عبرت الطريق ووقفت تنتظر الحافلة كي تقلها إلى وجهتها ،

وأثناء وقوفها الذي استمر لدقائق عشر كانت (روزا) تشاهد في ألم منظر مألوف
في أمريكا آنذاك ، وهو قيام الرجل الأسود من كرسيه ليجلس مكانه رجل أبيض !
.


لم يكن هذا السلوك وقتها نابعا من روح أخوية ، أو لمسة حضارية ،

بل لأن القانون الأمريكي آنذاك كان يمنع منعا باتا جلوس الرجل الأسود وسيده الأبيض واقف .


حتى وإن كانت الجالسة امرأة سوداء عجوز وكان الواقف شاب أبيض في عنفوان شبابه ،

فتلك مخالفة تُغرم عليها المرأة العجوز !! .

وكان مشهورا وقتها أن تجد لوحة معلقة على باب أحد المحال التجارية أو المطاعم مكتوب عليها


( ممنوع دخول القطط والكلاب والرجل الأسود) !!! .

كل تلك الممارسات العنصرية كانت تصيب (روزا) بحالة من الحزن والألم .. والغضب .

فإلى متى يعاملوا على أنهم هم الدون والأقل مكانة ...

لماذا يُحقرون ويُزدرون ويكونوا دائما في آخر الصفوف ، ويصنفوا سواء بسواء مع الحيوانات .

وعندما وقفت الحافلة استقلتها (روزا) وقد أبرمت في صدرها أمرا .


قلبت بصرها يمنة ويسرة فما أن وجدت مقعدا خاليا إلا وارتمت عليه وقد ضمت حقيبتها إلى صدرها


وجلست تراقب الطريق الذي تأكله الحافلة في هدوء .

إلى أن جاءت المحطة التالية ، وصعد الركاب وإذ بالحافلة ممتلئة ،

وبهدوء اتجه رجل ابيض إلى حيث تجلس (روزا) منتظرا أن تفسح له المجال ، لكنها ويا للعجب !!

نظرت له في لامبالاة وعادت لتطالع الطريق مرة أخرى !!!.

ثارت ثائرة الرجل الأبيض ،


واخذ الركاب البيض في سب (روزا) والتوعد لها إن لم تقم من فورها وتجلس الرجل الأبيض الواقف .


لكنها أبت وأصرت على موقفها ،

فما كان من سائق الحافلة أمام هذا الخرق الواضح للقانون إلا أن يتجه مباشرة إلى الشرطة

كي تحقق مع تلك المرأة السوداء التي أزعجت السادة البيض !!! .


وبالفعل تم التحقيق معها وتغريمها 15 دولار ، نظير تعديها على حقوق الغير !! .


وهنا انطلقت الشرارة في سماء أمريكا ، ثارت ثائرة السود بجميع الولايات ،
وقرروا مقاطعة وسائل المواصلات ، والمطالبة بحقوقهم كبشر لهم حق الحياة
والمعاملة الكريمة .

استمرت حالة الغليان مدة كبيرة ، امتدت لـ 381 يوما ، وأصابت أمريكا بصداع مزمن .

وفي النهاية خرجت المحكمة بحكمها الذي نصر روزا باركس في محنتها. وتم إلغاء ذلك العرف الجائر وكثير من الأعراف والقوانين العنصرية .


وفي 27 أكتوبر من عام 2001، بعد مرور 46 سنة على هذا الحادث ،

تم إحياء ذكرى الحادثة في التاريخ الأمريكي، حيث أعلن السيد ستيف هامب،

مدير متحف هنري فورد في مدينة ديربورن في ميتشيغن عن شراء الحافلة القديمة المهترئة

من موديل الأربعينات التي وقعت فيها حادثة السيدة روزا باركس

التي قدحت الزناد الذي دفع حركة الحقوق المدنية في أمريكا للاستيقاظ، بحيث تعدَّل وضع السود.



وقد تم شراء الحافلة بمبلغ 492 ألف دولار أمريكي.

و بعد أن بلغت روزا باركس الثمانين من العمر،
تذكر في كتاب صدر لها لاحقاً بعنوان القوة الهادئة عام 1994 بعضا مما اعتمل في مشاعرها آنذاك
فتقول : «في ذلك اليوم تذكرت أجدادي وآبائي، والتجأت إلى الله ، فأعطاني القوة التي يمنحها للمستضعفين.»



و في 24 أكتوبر عام 2005 احتشد الآلاف من المشيعين

الذين تجمعوا للمشاركة في جنازة روزا باركس رائدة الحقوق المدنية الأمريكية التي توفيت عن عمر يناهز 92 عاما.

يوم بكى فيه الآلاف وحضره رؤساء دول ونكس فيه علم أمريكا، وتم تكريمها بأن رقد جثمانها

بأحد مباني الكونجرس منذ وفاتها حتى دفنها وهو إجراء تكريمي لا يحظى به سوى الرؤساء والوجوه البارزة.

ولم يحظ بهذا الإجراء سوى 30 شخصا منذ عام 1852، ولم يكن منهم امرأة واحدة.

ماتت وعلى صدرها أعلى الأوسمة ، فقد حصلت على الوسام الرئاسي للحرية عام
1996، والوسام الذهبي للكونجرس عام 1999، وهو أعلى تكريم مدني في البلاد .

وفوق هذا وسام الحرية الذي أهدته لكل بني جنسها عبر كلمة ( لا ) ..
أشهر ( لا ) في تاريخ أمريكا ..

كل حدث تاريخي جلل .. وكل موقف كبير مشرف ،
كان وراءه شخصية مبادرة تؤمن بقدرتها على قهر ما اصطلح الناس على تسميته بـ ( المستحيل ) ! .


روزا لويس باركس - (عاشت بين 4 فبراير 1913- 24 أكتوبر 2005)

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

راشيل كوري

راشيل كوري (بالإنجليزية:Rachel Corrie كوري فتاة أمريكية يهودية -، عاشت بين 10 أبريل 1979 - 16 مارس 2003 م) عضوة في حركة التضامن العالمية (ISM) وسافرت لقطاع غزه بفلسطين المحتله أثناء الانتفاضة الثانيه حيث قتلت بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية كانت تقوم بهدم مباني مدنية لفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزّة.
ملابسات حادثة وفاة راشيل ليست موضع جدل،

 حيث أكد شهود عيان للواقعة(صحافيين أجانب كانوا يغطون عملية هدم منازل المواطنين الفلسطينيين التعسفية) بأن سائق الجرافة الإسرائيلية تعمد دهس راشيل والمرور على جسدها بالجرافة مرتين أثناء محاولتها لإيقافه قبل أن يقوم بهدم منزل لمدنيين. في حين يدعي الجيش الإسرائيلي أن سائق الجرافة لم يستطع رؤية ريتشيل.

الواقع الحقيقي هو ما كانت تريد ملامسته الناشطة الاجتماعية الأميركية الجنسية راشيل كوري، لتنقله عبرها إلى العالم، فكانت هي ضحية الواقع!.
اعتقد أن أي عمل اكاديمي أو اي قراءة أو اي مشاركة بمؤتمرات أو مشاهدة افلام وثائقية أو سماع قصص وروايات، لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك، وحتى بعد ذلك تفكر طوال الوقت بما إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي.
هذا بعض ما كتبته راشيل في رسالتها الأخيرة لأهلها في الولايات المتحدة الأميركية. كأنها كانت تريد شيئاً أكثر من وجودها ونشاطها مع <<هيئة التضامن من أجل الشعوب>> داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. كأنها كانت تعتقد أن استشهادها سيؤكد للعالم معنى المأساة التي يعيشها الفلسطينيون ومعنى التعذيب اليومي الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلية عليهم.

أسطول الحرية ومركب ريتشيل كوري

كانت إحدى مراكب أسطول الحرية التي كانت تستهدف ماوصفه بكسر الحصار على قطاع غزة من قبل إسرائيل ولكن سبب تأخرها عنهم يعود لأسباب فنية أدي لمزيد من الشهرة لهذه المركب والتي سميت بأسم ريتشيل كوري خاصتاً بعد هجمات القوات البحرية الأسرائيلية على الأسطول والذى أدى إلى مقتل 19 شخصا يقال بأنهم ناشط حقوقى .
المركب الأيرلندية متجهه الآن إلى قطاع غزة وتكتسب المزيد من الأهتمام الأعلامي عن باقي الأسطول ودعم من حكومة أيرلندا خوفاً على مواطينيها على متن المركب
داليا وصفي : ناشطة عراقية أميركية تحدت علنا الحرب على العراق وغيرها من النشاط العسكري لالولايات المتحدة.
ولدت في نيويورك في عام 1971 للأم يهودية الأمريكية، وأب مسلم عراقي ، أمضت وصفي طفولتها المبكرة في العراق، التي كانت آنذاك تحت حكم صدام حسين. في عام 1977، عادت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة. تخرجت من كلية سوارثمور في عام 1993 على درجة البكالوريوس في علم الأحياء، ومن جامعة بنسلفانيا في كلية الطب في عام 1997

النشاط

وكان وصفي مؤخرا في العراق في زيارة تستغرق ثلاثة أشهر. وكانت قد عادت إلى الولايات المتحدة في آذار / مارس 2006 وبناء على تجربتها، لقد تحدثت إلى إنهاء الاحتلال. في عام 2006، وتحدثت في منتدى في الكونغرس بشأن العراق. "أنا أتحدث إليكم اليوم نيابة عن أقارب أمي— اشكنازي اليهود الذين فروا من وطنهم على يد هتلر. إذ يتعين عليهم أن يقولوا 'مرة أخرى أبدا.' أنا أتحدث إليكم اليوم نيابة عن أقارب والدي، الذين يعيشون في ظل الاحتلال في العراق من انعدام الأمن وانعدام اللوازم الأساسية لعدم وجود كهرباء، لعدم وجود المياه الصالحة للشرب، لعدم وجود فرص عمل، لعدم وجود أعادة إعمار، لعدم وجود الحياة، والحرية، والسعي لتحقيق السعادة، فالعراق الآن أسوأ حالا بكثير مما كان عليه قبل الغزو. لسنا أبدا كما كنا. "
ودعت وصفي لانهاء الاحتلال للعراق، فضلا عن سحب القوات من دول مثل هايتي وأفغانستان
هاريت توبمان (1820 أو 1821 - مارس 1913) ناشطة في مجال إلغاء الرق وحقوق الإنسان وجاسوسة لصالح الإتحاد خلال الحرب الأمريكية الأهلية
ملف:Harriet Tubman by Squyer, NPG, c1885.jpg

قامت هاريت توبمان بعد أن هربت من العبودية التي ولدت فيها بثلاثة عشر مهمة لإنقاذ أكثر من 70 شخصاً من العبودية، وذلك بمساعدة شبكة من الناشطين في إلغاء الرق، وباستخدام بيوت آمنه وطرق سرية كانت تعرف بنفق سكة الحديد. وناضلت توبمان في فترة ما بعد الحرب من أجل حق المرأة في التصويت.
تعرضت توبمان في صغرها للضرب على يد الكثير من أسيادها في مقاطعة دورشيستر، ماريلاند. وتعرضت في وقت مبكر من حياتها إلى جرح كبير في الرأس عندما ضربت بمعدن ثقيل ألقاه مراقب غاضب في اتجاهها قاصداً أن يضرب به عبد آخر. تسببت الاصابة لتوبمان بصداع ونوبات وتخيلات ورأى، ونوبات من فرط النوم التي لازمتها طوال حياتها. كانت تصف الرؤى والأحلام كمسيحية متدينة بأنها إلهام من الخالق.
هربت توبمان في عام 1849 إلى فيلادلفيا، لكنها سرعان ما عادت إلى ماريلاند لإنقاذ عائلتها. أخرجت عائلتها من الولاية ببطء على مجموعات، وقادت العشرات من العبيد إلى الحرية. كانت توبان أو موسى كما كانت تدعى تسافر ليلاً وبتكتم وسرية ولم تفقد أياً من المسافرين معها كما وضحت يوماً في اجتماع لمنح المرأة حق التصويت.
عملت توبمان خلال الحرب الأهلية الأمريكية لصالح جيش الاتحاد، في البداية كطاهية وممرضة ثم مسلحة وجاسوسة. وكانت أول امرأة تقود حملة مسلحة في الحرب. وقادت حملة حُرر فيها 700 من العبيد. بقيت بعد الحرب في منزل العائلة في أوبورن نيويورك حيث كانت تعتني بوالديها المسنين. وكانت ناشطة في حركة حق المرأة في التصويت حتى أنهكها المرض ودخلت في بيت للمسنين الأمريكين من أصل أفريقي والتي ساعدت هي بفتحه في الأعوام السابقة.
مولدها وعائلتها
كانت هاريت تُدعى عند ولادتها أرامنتا روس، وكان والديها هاريت جرين وبن روس من العبيد. لم يسجل بالتحديد مكان ووقت ولادة هاريت كحال العديد من العبيد في أمريكا، واختلف المؤرخين في أدق التقديرات.
وصلت مودستي جدة توبمان لأمها إلى أمريكا على متن سفينة الرقيق من أفريقيا، ولا تتوفر معلومات عن أجدادها الآخرين. وقيل لتوبمان في طفولتها أنها تنتمي إلى سلالة أشانتي (وهي ما تعرف بغانا اليوم)على الرغم من عدم وجود أدلة لتثبت أو تنفي هذا الإدعاء. كانت والدة توبمان طباخة عند عائلة بروديس، وكان والدها بن حطاب ماهر يشتغل في تقطيع الآخشاب في المزرعة، وتزوجوا في عام 1808 تقريباً، وكان لهم 9 من الأولاد بحسب سجلات المحكمة.
ناضلت هاريت الأم للمحافظة على لم شمل العائلة بينما حاولت العبودية تشتيتها. فقد باع إدوارد بروديس ثلاثة من بناتها، وفرقهم عن العائلة إلى الأبد. وعندما قدم تاجر من جوجيا إلى بروديس من أجل شراء موسى أصغر الأبناء، قامت والدته بتخبأته لمدة شهر بمساعد العبيد الآخرين والسود الأحرار في المجتمع، حتى أنها واجهت مالكها بأمر البيع ذات مرة. وفي النهاية جاء التاجر وبروديس إلى مكان العبيد لانتزاع الطفل، فأخبرتهم الأم: "أنتم هنا من أجل ابني، لكني سأفتح رأس أول رجل يدخل إلى بيتي." تراجع المالك وتخلى عن فكرة البيع. يقول كتاب السيرة أن هذا الحدث قد ألهم هاريت توبمان إيمانها في إمكانية المقاومة.
طفولتها
كانت توبمان ترعى إخواتها الصغار في طفولتها لانشغال والدتها في البيت الكبير وقلة الوقت التي تقضيه مع العائلة، وفي سن الخامسة أو السادسة عُينت كمربية في بيت السيدة سوزان، وأُمرت بمراقبة الطفل حين ينام، وكانت تُضرب عندما يستيقظ ويبدأ بالبكاء. وذكرت توبمان عن يوم معيناً عندما جلدت خمس مرات قبل الإفطار، وحملت آثار الجلد بقية حياتها، وهددت فيما بعد لسرقة قطع من الحلوى فختبأت في حضيرة خنازير لمدة خمسة أيام، وكانت تتقاتل مع الخنازير من أجل الطعام. وعندما بتدأت تتضور جوعاً عادت إلى منزل السيدة سوزان وتلقت ضرباً شديد.

وعملت توبمات في طفولتهاأيضاً في منزل مزارع يدعى جايمس كوك حيث كان يأمرها بالنزول في المستنقعات لتفقد أفخاخ فأر المسك، وحتى بعد إصابتها بالحصبة كانت تُرسل داخل مياه تصل إلى مستوى الخصر. أُعيدت إلى البيت عندما مرضت بشدة، لكن سرعان ما أعاد مالكها توظيفها في العديد من المزارع حينمااستعادت صحتها. وعندما كبرت وزادت قوتها عُينت في أعمال مثل الحرث وقيادة الثيران والعمل في الغابات.
إصابة في الرأس
أُرسلت توبمان في يوم من الأيام في سن المراهقة إلى مخزن لشراء بعض المستلزمات، وقابلت هناك عبد مملوك من قبل عائلة أخرى كان قد ترك الحقل من دون إذن. طلب مراقبه الغاضب من توبمان مساعدته في تقييد الشاب، لكنها رفضت وهرب العبد، فرمى المراقب ما يزن 2 رطل فأصابت توبمان بدلاً من العبد الهارب، مما تسبب في كسر جمجمتها كما قالت. أعُيدت توبمان إلى بيت مالكها وهي تنزف وفاقدة الوعي وبقيت جالسه على مقعد بدون أي عناية طبية لمدة يومين. وأرسلت بعد ذلك إلى الحقول حيث قالت أن الدم والعرق كان يسيل على وجهها حتى حجب عنها الرؤية. قال رئيسها أنها لا تسوى ست بنسات وأعادها إلى مالكها مرة أخرى الذي حاول في بيعها ولم ينجح. بدأت تفقد الوعي بالرغم من أنها كانت تزعم أنها تعي ما يحدث حولها وبالرغم من أنها كانت تبدو نائمة. كانت هذه الأوقات مقلقة لأفراد عائلتها الذين لم يستطيعوا ايقاضها عندما كانت تنام فجأة بدون إنذار. ولازمت هذه الحالة توبمان طوال حياتها. يقول لارسون من أنها قد تكون عانت من صرع الفص الصدغي نتيجة للإصابة.
حدثت إصابة الرأس الشديدة هذه لتوبمان في وقت أصبحت فيه شديدة التدين. كانت تحكي لها أمها عن قصص من الكتاب المقدس في طفولتها، وكان لديها إيمان عميق بالله، ورفضت تفسيرات البيض للكتاب والتي كانت تحث العبيد على الطاعة، ووجدت الهداية في العهد القديم.
العائلة والزواج
أُعتق بن والد توبمان من العبودية في عام 1840 في عمر الخامسة والأربعين كما نصت وصية أحد المالكين السابقين، لكن عمره في الحقيقة كان آنذاك خمسة وخمسين سنة، وأكمل عمله لدى عائلة ثومبسون التي كانت تملكه كعبد.[1] تواصلت توبمان بعد عدة سنوات مع محامي من البيض ودفعت له خمسة دولارات ليحقق في وضع والدتها القانوني. اكتشف المحامي أن المالك السابق أصدر أوامر بأن هاريت يجب أن تعتق مثل زوجها في عمر الخامسة والأربعين. وبينت السجلات أن ذات الحكم يبنطبق على أبنائهم. لكن العائلات المالكة تجاهلت هذا الشرط عند ورثتهم للعبيد، وكانت معرفة هذا الأمر عسيرة على توبمان.[2]
تزوجت توبمان من رجل أسود حر يدعى جون توبمان في عام 1844 أو قريب من ذلك.[3] على الرغم من أنه لا يعرف إلا القليل عنه وعن حياتهما معاً، إلا أن زواجهما كان معقداً بسب عبوديتها. ولأن حالة الأطفال تتبع حالة الأم، فإن أي طفل يولد لجون وهاريت سيكون عبداً. هذا النوع من الزيجات بين العبيد والأحرار لم يكن غير مألوف في الساحل الشرقي لولاية ماريلاند حيث نصف السكان السود كانوا أحرار. أغلب العائلات الأمريكية من أصول أفريقية كان لديها أفراد أحرار ومستعبدين. ويعتقد لارسون أنهم ربما حاولوا أن يشتروا حرية توبمان.[4]
الهروب من العبودية
إشعار نشر في جريدة يقدم مكافأة بمقدار 300 دولار لمن يقبض على أرمانيتا (منتي) وإخوتها هاري وبن
عاد المرض إلى توبمان من جديد في عام 1849، ونتيجة لذلك قلة قيمتها كمستعبدة. حاول إدوارد بروديس أن يبيعها لكنه لم يجد أي مشتري،[5] مما أدى إلى زيادة غضبه وظلمه على عائلتها. كانت توبمان تدعي لمالكها كل ليلة وتطلب من الله أن يغير من أساليبه،[6] وكان هو يأتي بالمشترين طوال الوقت الذين كانوا يتفحصوها ويذهبون. عندما شعرت توبمان بأن صفقة بيعها على وشك الانتهاء أصبحت تدعي على مالكها وتطلب من الله أن يبعده عن طريقها.[7] توفي أدورد بعد أسبوع من ذلك وعبرت توبمان عن ندمها على مشاعرها تلك، حيث أن موت إدوارد زاد من احتمال بيعها وتشتت العائلة. بدأت إليزا أرملة إدوارد بالعمل على بيع أفراد العائلة. رفضت توبمان انتظار عائلة بروديس للتقرر مصيرها بالرغم من كل محاولات زوجها لإثنائها عن ذلك، ورأت أن لديها خيارين لا ثالث لهما:إما حريتها أو الموت.[8]
هربت توبمان وأخويها بن وهنري من العبودية في سبتمبر من عام 1849 وعملوا في مزرعة كبيرة يملكها أنتوني ثومبسون. عندما لاحظت إليزا بروديس هروبهم قامت بعمل إشعار هروب ووضعت مكافأة 100 دولار لكل عبد يُعاد.[9] قرر إخوة توبمان العودة خوفاً من المخاطر وتراجعوا عن فكرة الهروب، خصوصاً أن بن قد أصبح أب،[10] واضطرت توبمان أن تعود معهم.[11]
هربت توبمان ثانية، ولكن من دون إخوتها هذه المرة.[12] حاولت أن ترسل إلى والدتها خبر هروبها قبل مغادرتها عن طريق مستعبدة تثق بها تدعى ماري. الطريق التي سلكتها في الهروب غير معروفة، لكنها استفادت من الشبكة الواسعة المعروفة بنفق سكة الحديد، وهي نظام غير رسمي منظم يتكون من سود عبيد وأحرار وناشطين في مجال إلغاء الرق من البيض وأخرىن. سلكت توبمان طريقة معروفة لدى العبيد الفاريين على طول امتداد نهر تشوبتانك، خلال ولاية ديلاوير، إلى ولاية بنسلفانيا،[13] وقطعت رحلة ما يقارب من تسعين ميلاً سيراً على الأقدام في خمسة أيام وثلاثة أسابيع.[14]
"موسى"
بدأت توبان بالتفكير في عائلتها حالما وصلت إلى مدينة فيلاديلفيا. كانت غربية في أرض غربية، وتركت عائلتها وأصدقائها خلفها في ماريلاند. كانت حرة وأرادت أن يكونوا عائلتها كذلك.[15] عملت توبمان بوظائف مختلفة من أجل توفير المال. وأصدر في ذلك الوقت الكونجرس في الولايات المتحدة الأمريكية قانون يفرض على جميع الولايات المساعدة في القبض على العبيد الفاريين، حتى الولايات التي تحظر العبودية، وفرض القانون عقوبات شديدة على كل من يساعد العبيد على الهروب. زاد هذا القانون الخطر على العبيد الفاريين الذي اتجه كثير منهم إلى كندا.[16]
تلقت توبمان في ديسمبر من عام 1850 تحذيراً أن ابنة أخيها ستباع مع ابنيها في كامبردج، ماريلاند. خافت توبمان من تشتت عائلتها واتخذت قراراُ قليل من العبيد قد قاموا به وقررت أن تعود طوعاً إلى أرض العبودية. عادت إلى بلتيمور واستطاعت تهريب أقاربها إلى منزل آمن بمساعدة بعض المعارف، ثم نقلتهم معها إلى فيلادلفيا.[17]
في الربيع التالي اتجهت توبمان إلى ماريلاند مرة أخرى لمساعدة أفراد أخرون من عائلتها. لُقبت توبمان بموسى نسبة إلى النبي موسى الذي قاد العبريين إلى الحرية كما في الكتاب المقدس بعد أن ساعدت الكثير للهروب من العبودية.
ساعدت توبمان الكثير للهجرة شمالاً إلى كندا في رحلات محفوفة بالمخاطر بعد اصدار قانون العبيد الهاربون.
مراجع
1.                           ^ Clinton, pp. 23–24.
2.                           ^ Clinton, pp. 28–29.
3.                           ^ Larson, p. 62.
4.                           ^ Larson, p. 63.
5.                           ^ Larson, p. 72.
6.                           ^ Clinton, p. 31.
7.                           ^ Quoted in Bradford (1971), pp. 14–15.
8.                           ^ Larson, p. 73.
9.                           ^ Larson, p. 78.
10.                     ^ Larson, p. 77.
11.                     ^ Larson, pp. 78–79.
12.                     ^ Larson, p. 80.
13.                     ^ Clinton, p. 37.
14.                     ^ Clinton, p. 38.
15.                     ^ Quoted in Bradford (1971), p. 20. Emphasis in the original.
16.                     ^ Clinton, p. 60.
17.                     ^ Larson, pp. 89–90.


هلين كلير أعجوبة القرن العشرين


هيلين كيلر (بالإنجليزية: Helen Adams Keller‏)، ( مواليد 27 يونيو 1880 - 1 يونيو 1968). أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية، وهي تعتبر إحدى رموز الإرادة الإنسانية، حيث إنها كانت فاقدة السمع والبصر، واستطاعت أن تتغلب على إعاقتها وتم تلقيبها بمعجزة الإنسانية لما قاومته من إعاقتها حيث أن مقاومة تلك الظروف كانت بمثابة معجزة.
 
السيرة الذاتية:
ولدت هيلين كيلر في مدينة توسكومبيا في ولاية ألاباما بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1880 م، وهي ابنة الكابتن آرثر كيلر وكايت أدامز كيلر . وتعود اصول العائلة إلى ألمانيا. لم تولد هيلين عمياء وصماء لكن بعد بلوغها تسعة عشر شهرًا أُصيبت بمرض شخصه الاطباء أنه التهاب السحايا والحمى القرمزية مما أفقدها السمع والبصر. في ذلك لوقت كانت تتواصل مع الاخرين من خلال مارتا واشنطن ابنة طباخة العائلة التي بدأت معها لغة الإشارة وعند بلوغها السابعة أصبح لديها 60 إشارة تتواصل بها مع عائلتها.
بالرغم من أنها عمياء وصماء لكنها استطاعت الحصول على شهادة في اللغة الإنجليزية .فذهبت إلى مدينة بالتمور لمقابلة طبيب مختص بحثا عن نصيحة، فأرسلها إلى ألكسندر غراهام بل الذي كان يعمل آنذاك مع الاطفال الصم فنصح والديها بالتوجه إلى معهد بركينس لفاقدي البصر حيث تعلمت لورا بردجهام .وهناك تم اختيار المعلمة آن سوليفان التي كانت في العشرين من عمرها لتكون معلمة هيلين وموجهتها ولتبدأ معها علاقة استمرت 49 سنة.
حصلت آن على إذن وتفويض من العائلة لنقل هيلين الي بيت صغير في حديقة المنزل بعيدا عن العائلة، لتعلّم الفتاة المدللة بطريقة جديدة فبدأت التواصل معها عن طريق كتابة الحروف في كفها وتعليمها الاحساس بالاشياء عن طريق الكف. فكان سكب الماء على يدها يدل عن الماء وهكذا بدأت التعلم ومعرفة الاشياء الأخرى الموجودة حولها ومن بينها لعبتها الثمينة.
و بعد مرور عام تعلمت هيلين تسعمائة كلمة، واستطاعت كذلك دراسة ال جغرافيا بواسطة خرائط صنعت على أرض الحديقة كما درست علم النبات.وفي سن العاشرة تعلمت هيلين قراءة الأبجدية الخاصة بالمكفوفين وأصبح بإمكانها الاتصال بالآخرين عن طريقها.
في سنة 1891 عرفت هيلين بقصة الفتاة النرويجية راغنهيلد كاتا التي كانت هي أيضا صماء وبكماء لكنها تعلمت الكلام. فكانت القصة مصدر الهام لها فطلبت من معلمتها تعليمها الكلام وشرعت آن بذلك مستعينة بمنهج تادوما عن طريق لمس شفاه الاخرين وحناجرهم عند الحديث وطباعة الحرف على كفها. لاحقا تعلمت هيلين طريقة برايل للقراءة فاستطاعت القراءة من خلالها ليس فقط باللغة الإنجليزية ولكن أيضا بالالمانية واللاتينية والفرنسية واليونانية.
ثم في مرحلة ثانية أخذت سوليفان تلميذتها إلى معلمة قديرة تدعى (سارة فولر) تعمل رئيسة لمعهد (هوارس مان) للصم في بوسطن وبدأت المعلمة الجديدة مهمة تعليمها الكلام، بوضعها يديها على فمها أثناء حديثها لتحس بدقة طريقة تأليف الكلمات باللسان والشفتين.وانقضت فترة طويلة قبل أن يصبح باستطاعة أحد أن يفهم الأصوات التي كانت هيلين تصدرها.
لم يكن الصوت مفهوماً للجميع في البداية، فبدأت هيلين صراعها من أجل تحسين النطق واللفظ، وأخذت تجهد نفسها بإعادة الكلمات والجمل طوال ساعات مستخدمة أصابعها لالتقاط اهتزازات حنجرة المدرسة وحركة لسانها وشفتيها وتعابير وجهها أثناء الحديث.وتحسن لفظها وازداد وضوحاً عاماً بعد عام في ما يعد من أعظم الانجازات الفردية في تاريخ تريبة وتأهيل المعوقين.ولقد أتقنت هيلين الكتابة وكان خطها جميلاً مرتباً.
هيلين كيلر ومعلمتها آن سوليفان
ثم التحقت هيلين بمعهد كامبردج للفتيات، وكانت الآنسة سوليفان ترافقها وتجلس بقربها في الصف لتنقل لها المحاضرات التي كانت تلقى وأمكنها أن تتخرج من الجامعة عام 1904م حاصلة على بكالوريوس علوم في سن الرابعة والعشرين.
ذاعت شهرة هيلين كيلر فراحت تنهال عليها الطلبات لالقاء المحاضرات وكتابة المقالات في الصحف والمجلات.
بعد تخرجها من الجامعة عزمت هيلين على تكريس كل جهودها للعمل من أجل المكفوفين، وشاركت في التعليم وكتابة الكتب ومحاولة مساعدة هؤلاء المعاقين قدر الإمكان.
وفي أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيراً، وأمكنها أن تتعلم السباحة والغوص وقيادة العربة ذات الحصانين.
 
الكلية:
ثم دخلت في كلية (رادكليف) لدراسة العلوم العليا فدرست النحو وآداب اللغة الإنجليزية، كما درست اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية.
ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدوكتوراة في العلوم والدكتوراة في الفلسفة ، انها حقا معجزة بشرية.
عندما زارت كيلر محافظة أكيتا في اليابان عام 1937 استفسرت عن هاتشيكو الكلب الوفي من أكيتا الذي توفي 1935. ورغبت بالحصول على كلب أكيتا وقد حصلت على أحدها خلال شهر سمته كاميكازه-غو. وعندما مات قدمت لها الحكومة اليابانية والده رسمياً في يوليو 1938.
 
جولة حول العالم:
في الثلاثينات من القرن الماضي قامت هيلين بجولات متكررة في مختلف أرجاء العالم في رحلة دعائية لصالح المعوقين للحديث عنهم وجمع الأموال اللازمة لمساعدتهم، كما عملت على إنشاء كلية لتعليم المعوقين وتأهيلهم، وراحت الدرجات الفخرية والأوسمة تنهال عليها من مختلف العالم.
 مؤلفاتها
ألفت هيلين كتاب ( أضواء في ظلامي)وكتاب (قصة حياتي في 23 فصلا و132صفحة في 1902) ، وكانت وفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عاماً. واحدة من عباراتها الشهيرة:
«"عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر ، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا".»


وفاء بين اثنتين:
ما أعظم هذا الوفاء الذي استمر عمره 49 عاماً ظلت هيلين وفية لذكرى معلمتها ، و ألفت كتاباً كاملاً اسمته
Teacher , وتقول هيلين في كتابها The Story of My Life عن معلمتها :



كم هي قريبة إلى نفسي (معلمتي) لدرجة أني نادراً ما أفكر في نفسي بمعزل عنها، لا أدري فيما إذا كان استمتاعي بجمال الأشياء من حولي يعود في أغلبه إلى أمر فطري لديّ، أو بسبب تأثيرها في، وأشعر أن وجودها لا يمكن فصله عن وجودي، أفضل ما عندي ينتمي إليها، ولا توجد في داخلي موهبة، أو أمنية، أو متعة إلا أيقظتها بلمستها الحانية.



وقالت عن معلمتها :كانت كلماتي القليلة قد تبددت، وكان عقلي مغلولاً في الظلام، وجسمي النامي تحكمه دوافع حيوانية، ولم تكن الصدفة هي التي حررت عقلي من قيوده، بل إن ذلك يعود إلى مدرسة موهوبة هي "آن سوليفان". لم تكن آن سوليفان من طراز المدرسات العاديات، وإنما كانت امرأة شابة ذات حيوية ولها خيال منطلق يتلمس تحقيق أحلام كبيرة لكائن أعمى وأصم، لينقله من حياة السكون إلى الحياة الحقيقية ويجعله نافعاً وإنساناً فريداً .



وتقول المعلمة آن سوليفان :
لو كنت فقط مؤهلة لهذه المهمة العظيمة ؟
كل يوم أشعر بقصوري , عقلي مليئ بالأفكار, أعلم ان تعليم هذه الطفلة سوف يكون اهم حدث في حياتي , كم هو عظيم ان تشعر بأنك ذو فائدة في هذا العالم , وأن وجودك مهم لشخص ما .



نهاية حياة :

توفيت هيلين كيلر فى شهر يونيه من العام 1968م , عن عمر ناهز ثمانية وثمانين عاماً .






من مقولاتها :لقد وهبني الله الكثير حتى أنني ليس لدي وقت للحزن على ما حرمني إياه



قالوا عنها:


قال عنها الأديب مارك توين (1835-1910) :
إن أعظم شخصيتين فى القرن التاسع عشر هما نابليون بونابرت وهيلين كيلر .



وقال وزير الخارجية البريطاني ونستون تشرشل :
إنها أعظم امرأة في عصرنا



من أشهر مقولاتها
يتعجب كثير من الناس عندما أقول لهم باني سعيدة، فهم يتخيلون أن النقص في حواسي عبء كبير على ذهني يربطني دائماً بصخرة اليأس، ومع ذلك فإنه يبدو لي أن علاقة السعادة بالحواس صغيرة جداً فإننا إذا قررنا في أذهاننا أن هذا العالم تافه يسير جزافاً بلا غاية فإنه يبقى كذلك ولم تتبدل صورته، بينما نحن إذا اعتقدنا أن هذا العالم لنا خاصة وأن الشمس والقمر يتعلقان في الفضاء لنتمتع بهما فإن هذا الاعتقاد يملأنا سروراً لأن نفوسنا تتمجد بالخلق وتسر به كأنها نفس رجل الفن، والحق أنه مما يكسب هذه الحياة كرامة ووجاهة أن نعتقد أننا ولدنا لكي نؤدي أغراضاً سامية وأن لنا حظاً يتجاوز الحياة المادية .



وقالت أيضاً :
إذا اعترض علي شخصاً متسائلاً ألا تسأمين من وحدة الأشياء التي تمسينها وأنت لا ترين اختلاف الضوء والظلام عليها؟ أليست الأيام كلها سواء لديك؟
سوف أقول : كلا إن أيامي كلها مختلفة فليست هناك ساعة تشبه أخرى عندي فإني بحاسة اللمس أشعر بجميع التغيرات التي تطرأ على الجو، وإني متأكدة بأن الأيام تختلف عندي بمقدار اختلافها عند الذين ينظرون إلى السماء ولا يبالون بجمالها بل يرصدونها ليقفوا منها هل تمطر أم لا، وفي بعض الأيام تنسكب الشمس في مكتبي فأشعر بأن مسرات الحياة قد احتشدت في كل شعاع من أشعتها، وهناك أيام ينزل فيها المطر فأشعر كأن ظلاً يتعلق بي وتنتشر رائحة الأرض الرطبة في كل مكان، وهناك أيام الصيف المخدرة حين يهب النسيم العليل ويغريني بالخروج إلى مظلتي حيث أتمدد واحلم بالزهر يغشاه النحل وهناك ساعات العجلة والازدحام حين تحتشد الخطابات على منضدتي ثم ساعات لانهاية لها تختلف وتتفق مع المفكرين والشعراء، وكيف أسأم ما دامت الكتب حولي.



وتقول :إن حياتي برغم ما فيها كانت تعسة ، إن لكل شئ جماله حتى الظلام والصمت ،فقد تعلمت أن أكون راضية وسعيدة في أي ظرف يمر بي ،أن قلبي مازال عامرا بالعواطف الحارة لكل إنسان ولساني لن ينطق بكلمات مريرة أبدا ، أن هناك سعادة في نسيان الذات ، لذلك تشاهدونني أحاول أن أجعل الابتسامة في عيون الآخرين هوايتي.
كم من الدروس والرسائل التي قدمتها لنا هذه السيدة العظيمة وكفاحها في الحياة , قدمت رسالة لكل متذمر من حياته وقد أنعم الله عليه بالكثير من النعم التي لم يقدر أهميتها , ورسالة لكل انسان أن يقدم عوناً لغيره وأن يساهم في نشر السعادة بين الناس .



"عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر ، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا".






*هل تعلمون أن هيلين كيلر كانت تمارس رياضة ركوب الخيل والسباحة والتجديف !









مراجع الكاتب :

ويكيبيديا
American Foundation for the Blind